فالثقافة والقوالب الاجتماعية تشكل القيم والمعتقدات والمعرفة للأفراد، وتنعكس في سلوكهم وتصوراتهم عن الذات والآخرين.
يقول “ديل كارنيجي”: “أنت نسيج وحدك”، وهي عبارة تقرر بشكل حاسم استقلال الشخصية، وتحدد الملمح النفسي في بنائها. وبالتالي تمثل المداخل النفسية نوافذ مهمة في الثقافة الجمالية.
لا تقدم وارتقاء ونجاح لأيّ مجتمع من المجتمعات إلا من خلال سياسة ثقافية متنوعة ومتعددة تطال كل نواحي الحياة من اجتماعية وسياسية، إعلامية وبيئية، اقتصادية وتربوية، ولعل أجمل ما يميز الثقافة أنها لا تخضع لعملية حسابية تعتمد على ربح أو خسارة،
وكلما اقترنت القيم التربوية المختلفة المشارب، والمداخل، والآليات بالجمالية كانت محبَّبَة للنفس، ومؤثِّرة في السلوك، ومُقَوِّمة له، مثلما هي محدِّدة للتوجهات ومميزة لها. ذلك أن القيم تحمل قيمتها في ذاتها، بعيدا عما يمكن أن يلتبس بها من أحكام إذا تضاربت المصالح، واختلفت المواقف، فالخير خير، والشر شر، والعدل عدل، والظلم ظلم، وهلم جرا، مهما اختلفت الأنظمة الاجتماعية، والتوجهات السياسية.
تتضمن هذه الدراسات استخدام منهجيات متنوعة مثل الأبحاث الميدانية والملاحظات والاستبيانات والمقابلات لفهم العوامل الاجتماعية وتأثيرها على النفسية.
سمات الأجهزة التقويمية المستخدمة مع مصابي الشلل الدماغي
لهذا، فإن كل محاولات فصل الثقافة عن بناء المجتمعات وتطويرها تعتبر من المحاولات فاشلة.
تعد الاختلافات الثقافية مصدرًا هامًا للتحليل السلوكي، حيث يؤثر التربية والقيم والمعتقدات والتصورات الثقافية على سلوك الأفراد في المجتمع.
لا جدال في أن الثقافة تؤثر في الناحية العقلية للشخصية، فالمواطن الذي يعيش في جماعة تسود في ثقافتها العقائد الدينية تنشأ عقليته وأفكاره متأثرة بذلك، كما أن المواطن الذي يعيش في جماعة تسود في ثقافتها الخرافات الثقافية تنشأ عقليته وأفكاره متأثرة الإمارات بذلك، فمثلا يعتقد أهل قبيلة (نافاهو) من قبائل الأريزونا الأمريكية أن العالم مشبع بقوى خفية يمكن للإنسان أن يعدل فيها بعض الشيء ولكنه على العموم خاضع له، كما ينظر الواحد منهم إلى القرابة على أنها قوة تؤدي إلى تثبيت نظام الكون، وهكذا تتدخل ثقافة الجماعة في مضمون أفكار الأفراد ومعتقداتهم وآمالهم ومخاوفهم وقيمهم.
وليس من باب الصدفة أن تأثير الثقافة على السلوك البشري يكون من معاني التثقيف اللغوية نزع النتوءات الموجودة على الغصن قصد تثقيفه، وتحويله إلى غصن مستقيم، وكلما استقام العود، ونزعت منه النتوءات، كلما اكتسب مظهرا جماليا. وعليه فالتلازم قائم بين الثقافي والجمالي في الدلالة اللغوية والدلالة الاصطلاحية على السواء.
وثقافة الجماعة هي التي تحدد في كثير من الأحيان ميول الأفراد لبعض أنواع الأكل والشرب حتى ما كان منها ضارا بالجسم، وأكبر دليل على ذلك حب بعض الأفراد للشاي والقهوة، فهذه كلها ميول مكتسبة من البيئة الثقافية ، أي أنها ليست مقررة بالفطرة وحاجة الجسم الفسيولوجية.
يتيح لنا هذا التحليل إطلاعًا على الدوافع والقيم التي تتحكم في سلوك الأشخاص ضمن سياقهم الثقافي الخاص.
المواقف تجاه العمل والنجاح: تختلف المواقف تجاه العمل والنجاح بشكل كبير بين الثقافات المختلفة، مما يؤثر على الدوافع والإنجازات الفردية.
ارتفاع شأن الإنسان لأعلى مستويات النجاح بالحياة، وتمهد الثقافة الطريق أمام المتعلم ليحقق أهدافه ورغباته وأمنياته بشكل ما لأنه يمتلك الخبرة والمعرفة.